أزمة تحمل المسؤوليات.. شغور منصب مدير أكاديمية سوس ماسة وتداعياته

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في الآونة الأخيرة، تواجه أكاديمية سوس ماسة وضعًا إداريًا غير مسبوق، حيث شهدت تغييرات جذرية على مستوى القيادة، بداية، تم إدانة المدير السابق للأكاديمية بالسجن، مما ترك انطباعًا سيئا حول العمل الإداري وتحمل المسؤوليات، لتتواصل من جديد الأزمات مع انتقال المديرة الحالية إلى أكاديمية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة قبل إتمام ولايتها في سوس ماسة، ما كشف عن أزمة جديدة في تحمل المسؤوليات داخل قطاع التعليم في المغرب، يظهر ذلك مع شغور المنصب وعدم تقدم أي مسؤول لتولي المهمة، يطرح هذا الوضع العديد من التساؤلات حول الأسباب التي جعلت قيادة هذه الأكاديمية غير مغرية حتى للمسؤولين المؤقتين.

إدانة المدير السابق…بداية الأزمة

هناك من المتابعين للشأن التعليمي بالجهة من ارجع هروب الاطر من تحمل المسؤوليات ممكن ان هؤلاء رأو نهاية غير مشرفة لمسؤول اشتغلوا إلى جانبه في وقت ما بعد صدور حكم إدانة المدير السابق لأكاديمية سوس ماسة بالسجن مما أثار الكثير من الجدل وأبرزت حجم المشاكل التي تعاني منها الأكاديمية، مثل هذه الأحكام لا تمثل فقط نتيجة لأخطاء إدارية أو فساد، بل تعكس أيضًا بيئة تعليمية ضاعت فيها البوصلة الإدارية، مما ترك الأكاديمية في حالة من التردي. هذه الواقعة وضعت الأكاديمية في دائرة الضوء، ليس فقط بسبب القرار القضائي، ولكن أيضًا بسبب تداعياته التي جعلت من منصب المدير في الأكاديمية عبئًا يصعب تحمله.

– المديرة الحالية وقرار الانتقال قبل إتمام الولاية

لم تكتمل بعد ولاية المديرة الحالية لأكاديمية سوس ماسة، حيث تم نقلها بشكل مفاجئ إلى أكاديمية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، هذا الانتقال جاء في وقت حساس، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى نجاحها في معالجة الملفات الشائكة التي تواجه الأكاديمية. فبينما قد يكون الانتقال جزءًا من حركة إدارية روتينية، فإن الواقع يشير إلى أن الأكاديمية كانت بحاجة ماسة لاستقرار القيادة، ولا سيما في ظل الأزمات المستمرة التي تعصف بها، كيف يمكن للمؤسسة أن تتجاوز تحدياتها الكبرى في مثل هذه الظروف، خصوصًا وأن المديرة السابقة لم لم يكتمل نصف ولايتها؟

شغور المنصب…أزمة جديدة في تحمل المسؤولية

بشكل غير معتاد، وبعد انتقال المديرة الحالية، بقي منصب مدير الأكاديمية شاغرًا دون أن يتقدم أي مسؤول لتولي المهمة، حتى على أساس مؤقت، كان من المتوقع أن يتم تعيين أحد المسؤولين لتسيير الأكاديمية بشكل مؤقت، لكن المفاجأة كانت في رفض من طرفه لتولي هذه المسؤولية.

هذا الرفض لم يكن مجرد موقف شخصي، بل يعكس حالة من اليأس والتخوف من المخاطر المرتبطة بإدارة الأكاديمية في هذه المرحلة الحرجة.

ويثير هذا الرفض او عدم رغبة العديد من الأطر الترشح للمنصب، العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الأكاديمية قد أصبح كرسيها ك ” الجمر ” أو ان هذا الابتعاد له خلفيات أخرى خفية تقع بالأكاديمية تجعل مسؤوليها يتورطون في قضية ما او القرار من تحمل المسؤولية . أم أن الأوضاع الإدارية داخل الأكاديمية أصبحت بمثابة “عقوبة” للمسؤولين الذين قد يتقدمون لشغل المنصب؟

– إعادة النظر في معايير المسؤولية

إن ما يحدث في أكاديمية سوس ماسة لا يمثل مجرد فراغ إداري، بل هو مؤشر على أزمة جديدة في تحمل المسؤوليات في المؤسسات العامة، إن رفض المسؤولين تولي المنصب، سواء بشكل مؤقت أو دائم، يعكس بشكل واضح الوضع المتدهور الذي وصلت إليه الأكاديمية. هذا الفراغ الإداري قد يكون ناتجًا عن تزايد حجم المشاكل المتراكمة التي تتطلب حلولًا جذرية وإصلاحات سريعة، وهو ما يبدو أن الوزارة لم تجد له حلولًا حتى الآن.

من جهة أخرى، يعكس هذا الوضع تراجعًا في الثقة في النظام الإداري وفي القدرة على إصلاح المؤسسات التعليمية، فقد أصبح المسؤولون، سواء كانوا مديري أكاديميات أو مسؤولين محليين، يتحاشون تحمل المسؤولية في ظل الظروف الراهنة، ما يثير القلق حول مستقبل التعليم في هذه الجهة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى