
تصاعد موجات الهجرة غير النظامية عبر ليبيا وسط تحديات أمنية وإنسانية
تستمر تدفقات المهاجرين غير النظاميين عبر السواحل الليبية رغم التحذيرات الأمنية والموجة الباردة التي تجتاح البلاد، حيث يستهدف العديد من هؤلاء المهاجرين المدن القريبة من البحر المتوسط سعياً للوصول إلى أوروبا.
وتبذل السلطات الليبية جهوداً كبيرة لمكافحة عمليات الهجرة غير النظامية وتهريب البشر، إلا أن عصابات التهريب لا تزال تنشط في تهريب المهاجرين على مدار العام، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يعتقد المهربون أن الرقابة تكون ضعيفة في هذه الفترة.
وتعمل الأجهزة الأمنية الليبية على ضبط عشرات المهاجرين بشكل دوري في أماكن سرية، وتتمكن من اعتراض قواربهم وإعادتهم إلى مراكز الإيواء الرسمية. ومع ذلك، هناك العديد من المهاجرين الذين ينجحون في التسلل والوصول إلى شواطئ أوروبية، بينما تواصل عصابات التهريب استقطاب المهاجرين من مختلف الجنسيات، مستغلة أوضاعهم المعيشية الصعبة في بلدانهم.
وحسب تصريحات مسؤول أمني ليبي، فإن هذه العصابات تحقق أرباحاً ضخمة من خلال تهريب المهاجرين، حيث قد يحصل المهربون على حوالي 10 آلاف دولار مقابل إطلاق سراح مهاجر مختطف، أو نصف هذا المبلغ لترتيب هروبه عبر البحر.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة «إس أو إس ميديترانيه» غير الحكومية عن إنقاذ 112 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا في عمليتين منفصلتين. العملية الأولى تمت في الليل لإنقاذ 25 مهاجراً، بينما تم إنقاذ 87 آخرين من على متن قارب خشبي في اليوم التالي، بالتنسيق مع السلطات الإيطالية. وقد تم نقل هؤلاء المهاجرين إلى ميناء ليفورنو الإيطالي، حيث كانوا يشكلون خليطاً من جنسيات مختلفة بينها بنغلاديش والصومال ومصر.
وتشير أحدث البيانات من «المنظمة الدولية للهجرة» إلى أن 129 شخصاً لقوا حتفهم أو فقدوا في البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الجاري، في محاولة للوصول إلى أوروبا. وفي عام 2024، كان عدد المهاجرين المفقودين أو القتلى قد بلغ 2333، معظمهم في وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي يعد واحداً من أخطر طرق الهجرة في العالم.
وتستمر الأجهزة الأمنية الليبية في تنفيذ حملات ترحيل للمهاجرين غير النظاميين، حيث تم ترحيل مئات المهاجرين التشاديين بعد إتمام إجراءات إبعادهم عن الأراضي الليبية. كما تشهد ليبيا حالة من الاستنفار لمكافحة الهجرة غير النظامية، إذ تعلن السلطات بشكل متكرر عن ضبط عمليات تهريب، واكتشاف مقابر جماعية تضم جثث مهاجرين قتلوا أو ماتوا أثناء محاولات هروبهم عبر البحر.
وتعتبر ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يفرون من الصراعات والفقر في بلدانهم، إلا أن تزايد نشاط العصابات وارتفاع عدد المهاجرين يعكس الوضع المتأزم الذي يعيشه هذا البلد. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، يبقى التحدي الكبير في مواجهة شبكات التهريب وإيقاف تدفق المهاجرين الذي يستمر بلا هوادة، مع استمرار معاناتهم في ظل ظروف غير إنسانية وحالة من عدم اليقين.