
مراكش.. تبادل تجارب مدن كبرى في مجال السلامة الطرقية والمساواة والأمن
هبة بريس- عبد اللطيف بركة
في إطار أشغال المؤتمر العالمي للسلامة الطرقية التي تحتضنه مدينة مراكش مابين 18 و 20 فبراير الجاري يجمع بين عمداء مدن عالمية كبرى، ناقش هؤلاء تجارب مختلفة في مجال السلامة الطرقية والمساواة، وطرق التعامل مع التحديات المتعلقة بالمرور في العديد من المدن مثل نيويورك وباريس وأبوظبي ومراكش وبعض مدن أمريكا اللاتينية.
تعد تجربة مدينة نيويورك من أبرز الأمثلة على النجاح في مجال السلامة الطرقية. في تصريح حديث، تحدث عمدة المدينة عن الجهود المبذولة لتقليص الحوادث المرورية التي شهدت تراجعًا ملحوظًا في عام 2023.
هذه الجهود شملت استثمار الملايين في تجهيزات البنية التحتية، إضافة إلى نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية احترام القوانين والمرور.
وفي هذا السياق، أشار العمدة إلى أن الحوادث على الطرق ليست نتيجة لتصرفات المتهورين فحسب، بل تتحمل إدارات المدن مسؤولية وضع اللوائح والعلامات اللازمة للحد من الحوادث.
وعلى سبيل المثال، ساحة “تايمز سكوير” في نيويورك، التي تستقطب أكثر من 60 مليون سائح سنويًا، شهدت تحولًا من مكان مروري مزدحم إلى فضاء يتسم بالأمان حيث أصبحت ساحة مناسبة للتجمعات والسهرات.
أما في باريس، فقد تحدثت عمدة المدينة عن التدابير التي تم اتخاذها لتحويل وسط المدينة إلى بيئة أكثر أمانًا للمشاة والدراجين، خاصة في المناطق القريبة من المدارس.
ومن أبرز هذه التدابير، تقليل الحركة المرورية بالقرب من المدارس وزراعة الأشجار لتحسين البيئة. كما تم تكريس جزء من المساحات العامة لاستعمال المواطنين، مثل تحويل ساحة “كونكورد” إلى مكان مخصص للترفيه.
وكذلك، تعمل باريس على تشجيع النقل العمومي على حساب النقل الفردي، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية نحو الحد من التلوث وتحسين حركة المرور.
وفي أبوظبي، تطرقت السيدة “أيادي” من إدارة النقل إلى التحديات الخاصة بالنقل البري في الإمارات، مشيرة إلى الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية واستخدام الأنظمة الإلكترونية لمراقبة السرعة. وأشارت إلى أن المدينة تمتلك أكثر من 12 ألف كيلومتر من ممرات الدراجات، وتعمل على تقليص الحوادث المتعلقة بالشاحنات والدراجات النارية، وهو ما يعد تحديًا مستمرًا.
من جهة أخرى، أثبتت مدينة مراكش نجاحًا كبيرًا في تدبير السلامة الطرقية. حيث قامت البلدية بفتح ممرات خاصة للمشاة والدراجات في المناطق الحضرية، كما وضعت خطة تهدف إلى نشر الوعي بمخاطر الطريق من خلال تعاون مع الأكاديمية الجهوية.
ووفقًا لنائب عمدة مراكش، فإن المدينة قد أبرمت اتفاقيات مع “NARSA” لتطبيق قوانين المرور وتثبيت أجهزة الرادار في أماكن استراتيجية.
في السياق نفسه، تطرقت سيدة من الإكوادور إلى تجارب بلادها في مجال السلامة الطرقية، مشيرة إلى جهود حكومتها في إدماج المواطنين في عمليات التوعية وتحقيق الشمولية في النقل الحضري. وقد كان لتطوير إشارات المرور وتخطيط ممرات خاصة بالدراجين دور كبير في تقليص الحوادث في مدن مثل واياكيلي.
يُعزى نجاح هذه التجارب إلى التزام الحكومات المحلية بتطوير التشريعات والأنظمة المناسبة، مع التركيز على التعاون مع المجتمع المدني والشباب، مما يعكس حرص جميع هذه المدن على تحسين نوعية الحياة لمواطنيها.
وفي ختام المؤتمر، أكد المشاركون على أهمية تبادل الخبرات بين المدن الكبرى في مجال السلامة الطرقية، إذ يُعد التعاون بين الحكومات المحلية والمجتمع المدني من العوامل الأساسية التي تساهم في تحقيق بيئة آمنة ومستدامة في المدن.
كما أشاروا إلى أهمية تجديد واستحداث الأنظمة والإشارات المرورية بشكل مستمر لضمان سلامة الجميع.